“جمَدو”! هكذا هي حال كل من يشارك في لعبة شيء ما في لبنان. شيء عله اسمه السياسة، الاقتصاد، ليتدحرج معه المواطن. المجمد ليس الحسابات في المصارف، التي ياخذها اللبناني بعدما وصل الى حد الفقر باقل من قيمتها الاصلية بـ اكثر من 50%، ليكون بذلك الذي أخذها في الأيام الأخيرة سحبها من حساب الذي لم يأخذ أمواله! لو ان البعض الثاني ما زال منتظرا ان ياخذها كما وضعها. وبين الجمود، الذي يدير اوتاره، نمط الحياة السياسية، في الوقت الراهن، هناك وقت امام: اما امام الوصول الى الانفجار الاجتماعي، او صندوق النقد الدولي وهناك فاصل إيجابي لحد الساعة الموسم السياحي الذي من شأنه ان يهدئ قليلا من سعر الصرف.
انتهت مرحلة التجديد لنبيه بري، الذي لم يتقدم غيره لهذا المركز، وان كان الأمل اكبر بالتغيير لو طرح شخص آخر نفسه، لكن الجميع والجميع، أجبن من هذه الخطوة أي من خطوة “الامل” او التأمل الا بورقة بيضاء لبري الذي اعلن عن مرحلة جديدة، كالاوراق البيضاء التي وضعها التغيريين او باحسن الأحوال، اسم، اسم شيء ما اكانت العدالة التي لا تعني الا عنوان صحيفة تمرّك ان احبت ان تعترف بالتغييريين كبديل، بديل فارغ، ابيض، ملون باللامعنى لحد الساعة، امام نبيه بري.
هنا تبقى خطوة رئاسة الحكومة، والتي مفترض، كما هو متوقع ان ترسي على ميقاتي، أي رئيس الوزراء الحالي، المنتهية ولايته، مع كل تكتيكات المرحلة السابقة، لكن بمقاعد داخل اللعبة السياسية بدل خارجها، الا أسماء كشفت عن انيابها مباشرة، ومن كان يخطط خلفها، فاصبحت عرضة للمحاسبة او اقله، أصبحت معروفة الهوى والاهداف.
انها لعبة ثمينة. ليتها لا تعتبر لعبة، بل مصير بشر. لن يكتب عنهم التاريخ، الا مواطن “اندفس” اقله ليس كسمير قصير، جبران تويني، وغيرهم، الذين استشهدوا باكرًا من رزنامة حياتهم، حياة، ثمينة في صفحات التاريخ. على عكس المواطن، العادي، الذي تحترق أيامه منذ اكثر من 18 عاماً، بعد أيام الحرب، فلم يبق منها الا القليل، قليل سيمحى مع الأيام.